يشكّل سوق الطباخة واحدًا من أبرز المعالم الشعبية في المدينة المنورة، حيث تحول في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية بارزة ومقصد رئيسي للزوار والحجاج، وذلك بعد أن أنجزت هيئة تطوير المدينة المنورة جزءًا كبيرًا من مشروع تطويره وتأهيله، في إطار خطة لإحياء الموروث الحضري للمدينة.
ويقع السوق على بُعد خطوات قليلة من المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، ما يمنحه ميزة استراتيجية جعلته محطة رئيسية للزوار الراغبين في استكشاف الطابع التراثي للمدينة، وتذوق الأطعمة الشعبية المدينية في أجواء أصيلة.
ويضم سوق الطباخة أكثر من 40 محلًا تجاريًا، تُقدم باقة واسعة من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المدينة المنورة، مثل السليق، واليخنة، والمقلقل، إضافة إلى الحلويات التقليدية كالمشبك والهريسة المدينية.
وتعمل في هذه المحلات أسر منتجة وطهاة محليون حافظوا على الطابع التقليدي للطهي، مما يضفي على السوق طابعًا حيويًا أصيلًا.
ورغم بساطته وتقادمه العمراني، لا يزال السوق يحتفظ بمكانته التجارية والشعبية بين سكان المدينة وزوارها، مدعومًا بأجوائه التراثية التي تعكس روح المدينة القديمة، وتمنح الزائر تجربة مختلفة عن مراكز التسوق الحديثة.
من جهتها، أوضحت هيئة تطوير المدينة المنورة أن مشروع تطوير سوق الطباخة يأتي ضمن خطط أوسع تهدف إلى إحياء الأسواق الشعبية وتوفير بيئة جاذبة وآمنة للبائعين والزوار، بما يضمن استمرار هذه المواقع كمراكز حيوية تدعم الاقتصاد المحلي وتحافظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
ويحظى السوق بإقبال متزايد خلال مواسم الحج والعمرة وشهر رمضان، حيث يحرص الزوار على زيارة السوق والتسوق منه، ما يعكس دوره المستمر في تعزيز الحراك السياحي والاقتصادي للمدينة.